الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
أسماء الله وصفاته
23659 مشاهدة
تكفيرالعلماء للجهمية

وأفتى كثير من العلماء بكفر المعطلة من الجهمية ونحوهم، وذكر ذلك ابن القيم في النونية يقول:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر ، خمسون في عشر أي: ضرب عشر، خمسمائة.
ولقد تقلـد كفـرهـم خمسـون في
عشـر من العلمـاء في البلـدان
واللالكائي والإمـام حكـاه عنهـم
بـل حكــاه قبلــه الطـبراني

أي أن خمسمائة من علماء البلدان كفروهم وصرحوا بكفرهم. وتعرض لذلك ابن القيم في النونية، ففي فصل من الفصول ذكر أنهم شر من المشركين، وفي فصل آخر ذكر أن بدعتهم مكفرة، ولا شك أن ذلك دليل على أنهم عملوا عملا أو اعتقدوا معتقدا خالفوا به علماء المسلمين، ثم كان من معتقدهم أن الله تعالى لا يتكلم؛ وإذا كان لا يتكلم فما هذا القرآن؟! قالوا: القرآن مخلوق، كما أن الإنسان مخلوق فكذلك القرآن وكذلك سائر المخلوقات، فلما نفوا كلام الله جعلوا كتبه المنزلة مخلوقة –خلقها- كما خلق سائر المخلوقات.